يحدث أحياناً أن يرفض المجتمع العلمي و الخبراء اكتشافات شكّلت فيما بعد قفزاتٍ علميّة و لا يعترف بها ، نقدم لكم في هذا المقال إنجازات علمية اضطرت لأن تأخذ طريقاً مُلتفاً إلى النجاح و الانتشار بسبب معارضة المجتمع العلمي لها، بعضها اختراعات علمية والأخرى اكتشافات.
كما يقول الفيزيائي الأميركي و الحائز على جائزة نوبل “Jack Steinberger” :”ليس من السهل جعل الناس يقبلون الأفكار الجديدة ، بل حتّى في بعض الأحيان من الصعب جداً إقناع أكثر الناس ذكاءً و انفتاحاً بالأفكار الجديدة”.
بعض المعلومات العلميّة التي تعتبر جوهريّة و أساسيّة في يومنا الحالي استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتّى تمّت ملاحظتها و الاعتراف بها بسبب معاندة خبراء الدوريّات العلمية في الاعتراف بها و حتى بعض مكتشفي هذه المعلومات تمّ منحهم جائزة نوبل لأبحاثهم و دراساتهم بعد وقتٍ طويلٍ.
الليزر ، 1960
نظرية التكافل الداخلي Endosymbiotic Theory ، 1967
رُفضت الفرضية التي قدمتها باحثة البيولوجية التطوّرية الأميركية Lynn Margulis عام 1966 من قرابة خمس عشرة دوريّة علميّة و التي تقول بأنّ الجينوم في عضيات الخلية كالمتقدرات mitochondria و الصانعات اليخضورية chloroplasts هو بقايا كائنات قديمة وحيدة الخلية كالبكتيريا و التي اتحدت على مرّ العملية التطوّرية لتشكّل كائنات عديدة الخلايا و معقدة.
و سبب رفض هذه الفرضية هي شيوع فكرة أنّ المتقدرات و الصانعات اليخضورية لا تحوي DNA في ذلك الوقت ، و عليه كانت هذه النظرية حول أصل حقيقيات النوى ثوريّة في ذلك الوقت إلى حدٍ كبيرٍ.
و لكن كما يقول المثل “ما لا يقضي عليك ،يجعلك أقوى” ، قاومت Margulis رفض الدوريّات العلمية لفرضيتها بعناد و استطاعت إقناع دوريّة “Journal of Theoretical Biology” بنشرها بعد ذلك بعامٍ واحدٍ.
في الحقيقة أول من قال بنظرية التكافل الداخلي كان البيولوجي الروسي Constantin Mereschowksy في بدايات القرن العشرين ، لكن فرضية النشوء التعايشي غير الاعتيادية التي قدمتها Margulis شكّلت تحولاً مهماً في علم البيولوجية التطوّرية.